أحمد أبوزيد عضو جديد
عدد الرسائل : 1 تاريخ التسجيل : 22/03/2009
| موضوع: لا تغفلي عن محاسبة نفسك الأحد مارس 22, 2009 6:00 am | |
| لا تغفلي عن محاسبة نفسك
--------------------------------------------------------------------------------
يتعارف أهل كل تجارة على تقسيم زمنها إلى وحدات معينة تتم المحاسبة على أساسها، البعض يجعلها أسبوعًا، أو شهرًا، أو يمدّها إلى سنَة، وتراهم يحسبون رصيدًا لأول المدَّة، وحسابًا جاريًا يراجعونه في أثنائها، وحسابًا ختاميًّا في آخرها، وعندما تكون التجارة كبيرة يستعين الشركاء بمراقب لهذه الحسابات.
إن الوحدة الحسابية لحياتنا هي اليوم والليلة، فمع إشراقة كل صباح يتحدد موقف كلّ عبْد، وعلى أساسه يعاملُه المَلكَان، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ- رضي الله عنه- أَنَّ النَّبِيَّ- صلى الله عليه وسلم- قَالَ: "مَا مِنْ يَوْمٍ يُصْبِحُ العِبَادُ فِيهِ إِلا مَلَكَانِ يَنـزلانِ، فَيَقُولُ أَحَدُهُمَا: اللَّهُمَّ أَعْطِ مُنْفِقًا خَلَفًا، وَيَقُولُ الآخَرُ: اللَّهُمَّ أَعْطِ مُمْسِكًا تَلَفًا" أخرجه البخاري.
لقد جعل الله تعالى النهار لنا معاشًا نسعَى فيه، كما جعل لنا الليل لباسًا نسكن فيه وننام، وبذلك انقسمت حياتنا إلى قسمين، نحيا قسْمًا-هو النهار- ثم يتوفانا الله تعالى في القسم الآخر- وهو الليل-، أمَّا مَنْ بَقِيَ في عمره أمدٌ فإنَّ الله تعالى يرسله إلى الحياة مرة أخرى، فيسعى نهاره ثم يتوفاه عندما ينام وهكذا، قال الله تعالى: ﴿اللَّهُ يَتَوَفَّى الأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ﴾ (الزمر:42) فراجعي حساباتك على هذه الوحدات، ورَتِّبي أمورك يومًا بيوم.
رصيدكِ في أول كلِّ مدَّة:
لديكِ رصيد في حوزتك، فلتراجعيْه في أول كل مدة، هذا الرصيد هو رأس مالك وعُروض تجارتك، فرأس مالك هو وقتك، والعُروض هي الفروض التي فرضها الله تعالى عليكِ، فاحذري أن تضيِّعي رأس مالك أو أن تضيعي منك عُروض تجارتك، فهذه خسارة تتناول الأصول.
حسابكِ الجاري راجع إلى صلاتك:
كما أن لكل تاجر في تجارته كشْفًا للحركة اليومية يُثبت فيه المدفوعات والمقبوضات، فهو يتنبَّه إلى موارده فيحصلها والتزاماته فيؤديها، ومنها يعلم موقفه المالي وحسابه الجاري، فأنتِ- أيضًا- لديكِ فرصٌ عديدة أثناء حياتك لتراجعي فيها حسابك الجاري ورصيدك الحالي، إنها اللحظات التي يجب أن تقفي فيها عند كلّ صلاة، إنها موزعة على أوقات اليوم والليلة بأمر الله تعالى، فاغتنميها، وانْتَهِِِ من المتعلقات أولاً بأول.
مراجع حساباتك هو مرآتك:
بالرغم من أن كل أصحاب تجارة أو شركة أو مؤسسة لديهم محاسبون، إلا أنه جرت العادة أن تتخذ كل مؤسسة لنفسها خبيْرًا من خارجها تعرِض عليه حساباتها ليراجِعَها، وقد يرى هذا المراجع أخطاءًا فينصح بتصحيحها، أو يرى صوابًا فيُطَمْئِن صاحب التجارة، إنَّه يقوم بدور المرآة التي تُظهر العيوب. وقد جعل الله تعالى لكل مِنَّا مرآة، إن مرآة المسلم هي أخوه المسلم، فاتخذي من أخواتك أو رفيقاتك في رياض الجنة مرآةً تستعينيْن بها على اكتشاف عيوبك وإصلاح شأنك، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه- عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم- أنه قَالَ: "الْمُؤْمِنُ مِرْآةُ الْمُؤْمِنِ، وَالْمُؤْمِنُ أَخُو الْمُؤْمِنِ، يَكُفُّ عَلَيْهِ ضَيْعَتَهُ وَيَحُوطُهُ مِنْ وَرَائِهِ". أخرجه أبو داود.
الحساب الختامي قبل كل وفاة:
كل ليلة قبل نومك اجعلي لنفسك ساعةً للحساب الختامي، عملاً بقول النبي- صلى الله عليه وسلم-، ووصية عمر بن الخطاب- رضي الله عنه-، فعَنْ شَدَّادِ بن أَوْسٍ عَنِ النَّبِيِّ- صلى الله عليه وسلم- قَالَ: "الْكَيِّسُ مَنْ دَانَ نَفْسَهُ..". أخرجه الترمذي، وقال معلِّقًا على الحديث: وَمَعْنَى قَوْلِهِ: مَنْ دَانَ نَفْسَهُ أي حَاسَبَ نَفْسَهُ فِي الدُّنْيَا قَبْلَ أَنْ يُحَاسَبَ يَوْمَ القِيَامَةِ، وَيُرْوَى عَنْ عُمَرَ بن الْخَطَّابِ قَالَ: "حَاسِبُوا أَنْفُسَكُمْ قَبْلَ أَنْ تُحَاسَبُوا وَتَزَيَّنُوا لِلعَرْضِ الأَكْبَرِ، وَإِنَّمَا يَخِفُّ الحِسَابُ يَوْمَ القِيَامَةِ عَلَى مَنْ حَاسَبَ نَفْسَهُ فِي الدُّنْيَا"، وَيُرْوَى عَنْ مَيْمُونِ بن مِهْرَانَ قَالَ: "لا يَكُونُ الْعَبْدُ تَقِيًّا حَتَّى يُحَاسِبَ نَفْسَهُ، كَمَا يُحَاسِبُ شَرِيكَهُ مِنْ أَيْنَ مَطْعَمُهُ وَمَلْبَسُهُ".
من ليس إلى زيادة فهو إلى نقصان:
إياكِ أن ترضَيْن بالصفْر ربْحًا، فهناك من التُّجَّار مَن يجد رأس ماله كما هو، ويعود عليه من التجارة فقط ما يُعَوِّض به العروض، ويتماثل رصيده آخر المدة برصيده الذي كان في أول المدة، أمَّا مَن كان عمُره هو رأس ماله، ومن كانت عروض تجارته هي ما افترضه الله تعالى عليه من فروض، فنقول له: مَن استوى يوماه فهو مغبون، ومَن لم يكن إلى زيادة فهو إلى نقصان، فاطلبي ربحكِ من النوافل وفضائل الأعمال.
اكتبي صحيفتك:
يعمد كثير من التجار إلى الكتابة ليتابع تجارته وليحسِب ربحه، وهي فكرة جميلة أن تكتبي بنفسك صحيفة حسابك، فمن جعل المحاسبة له وردًا ثابتًا ربما استراح بأن يجعل ذلك على صحيفة يعدها لنفسه، فالبعض يرى في ذلك عونًا له على التذكُّر.
يوم القيامة تريْن الحصيلة:
يعرف الإنسان تحديدًا مركزه النهائي يوم القيامة كما يعرف التاجر مركزه المالي تفصيلاً، قال تعالى: ﴿يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُّحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِن سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا...﴾ (آل عمران:30)، فلا تغفلي عن محاسبة نفسك. | |
|
hamada salah المشرف العام
عدد الرسائل : 531 وسام : تاريخ التسجيل : 08/03/2009
| موضوع: رد: لا تغفلي عن محاسبة نفسك الأحد مارس 22, 2009 6:27 am | |
| بارك الله فيك يا احمد ومنتظرين الجديد | |
|
أبرار مشرفة
عدد الرسائل : 1532 وسام : تاريخ التسجيل : 02/03/2009
| موضوع: رد: لا تغفلي عن محاسبة نفسك الأحد مارس 22, 2009 9:12 am | |
| وأهلا بيك معانا في المنتدى | |
|
um samy رئيس المنتدى
عدد الرسائل : 3151 تاريخ التسجيل : 02/03/2009
| موضوع: رد: لا تغفلي عن محاسبة نفسك الأحد مارس 22, 2009 11:55 am | |
| | |
|
مشمشة عضو مننا
عدد الرسائل : 152 العمر : 34 المزاج : الحمد لله وسام : تاريخ التسجيل : 20/03/2009
| موضوع: رد: لا تغفلي عن محاسبة نفسك الثلاثاء مارس 24, 2009 1:44 am | |
| جزاك الله خيرا وجعلك من عباده الصالحين
ونحن معكـ بأذن الله
تحياااااااااتى | |
|