قلوب بيضاء جلست إلى جدى فسألته ياجدى ما بال قلوب الناس فى هذا الزمان قد تغيرت
وأصبح الحقد والغل والحسد يسيطر على كثير من القلوب؟
جدى: أتدرى يابنى ما هى القلوب البيضاء؟
أنا : لا
جدى : هى تلك القلوب التى تنسى من أساء إليها وتعفوا عن من ظلمها وتقابل الإساءة دوما بالإحسان
يملأها الحب والمودة دائما تشعر بصفاء أصحابها تتمنى لو تقضى معهم عمرك كله
أتعرف يا بنى ابن تيمية ؟
!أنا: نعم ياجدى ومن لايعرف ابن تيمية
جدى : روى أن ابن تيمية أساء إليه عدد من العلماء وعدد من الناس، وسجن في الإسكندرية
فلما خرج ، قيل له: أتريد أن تنتقم ممن أساء إليك؟ فقال: قد أحللت كل من ظلمني، وعفوت عنه" أحلهم جميعا
والفضيل بن عياض - رحمه الله - أنه كان في الحرم، فجاء خراساني يبكي، فقال له: لماذا تبكي؟ قال: فقدت دنانير
فعلمت أنها سرقت مني، فبكيت
قال: أتبكي من أجل الدنانير؟ قال: لا، لكني بكيت، لعلمي أني سأقف بين يدي الله أنا وهذا السارق، فرحمت السارق، فبكيت
وبلغ أحد العلماء أن رجلا اغتابه، فبحث عن هدية جميلة ومناسبة، ثم ذهب إلى الذي اغتابه، وقدم إليه الهدية.
فسأله عن سبب الهدية. فقال: إن الرسول قال"من صنع لكم معروف فكافئوه
وإنك أهديت لي حسناتك، وليس عندي مكافأة لك إلا من الدنيا
:وكأنى بقول الشافعى
لما عـفوت ولم أحقـد على أحدأرحـت نفسي من هم العداوات
إني أحيي عـدوي عنـد رؤيتـه أ دفـع الشـر عـني بالتحيـات
وأظهـر البشر للإنسان أبغضـه كمـا أن قد حشـى قلبي محبات
الناس داء ودواء الناس قربـهم وفي اعتزالهـم قطـع المـوداتهكذا كان حال هؤلاء من الأئمة وحالنا أيضا فنحن أضا كان يدور بيننا الود والحب دائما. أتدرى كنا نعيش
وكأننا فى بيت واحد وطعام الواحد يكفى لنا جميعا كان الخير يحيط بنا من كل جانب وكل يتمنى الخير للأخر
هكذا كان الحال
أما الأن فقلوب تتذكر الإساءة لها ولو منذ أعوام وقلوب لا تسامح من أخطأ فى حقها
فلا أدرى ماذا حدث ولماذا تغيرت النفوس وهل هذا من المدنية الزائدة ؟ أم لغياب الناس عن الدين؟
أم لغياب العادات والتقاليد؟ أم لضعف النفوس وسيطرت الماديات عليها؟
حقا يا بنى الأمر كبير والضغوط كثيرة ولا أدرى ما السبب فكل ما أعرفه أننا لم نكن هكذا أبدا فلقد تغيرالحال كثيرا
ولكن يابنى رغم كل هذا يبقى دائما الحب بيننا حتى وإن غيرتنا الظروف والأحوال
أنا: نعم ياجدى معك حق يبقى دائما الحب بيننا
حقا عندما أجلس الى جدى ويروى لى عن حياتهم كيف كانت وكيف كانوا يتعاملون أستشعر أنهم
ليسوا من أهل كوكب الأرض بل من أهل كوكب الحب
لذا أرجو أن تكون قلوبنا مثل قلوبهم ولنودع تلك الأحقاد ولنلقى بها خلف ظهورنا ولنعش حياة هانئة
ولنستمتع بكل لحظة فيها بعيدا عن تلك القلوب السوداء التى سيطرت على الأجواء.
ويبقى دائما الحب بيننا
دمتم بكل الود و الحب