في تعدد الزوجات من يدفع الثمن...
الزوج أم الزوجة ...
ما من شك أن لتعدد الزوجات آثارا إيجابية وأخرى سلبية ناتجة عن بعض المشكلات التي ترافق الزوج أيا كان، وفي أي مجتمع
ولكن السؤال: هل تعدد الزوجات هو الحل لما يتعرض له الزوج من مشكلات ضمن معترك حياة الزوجية، والتي ربما يكون بعضها ثانويا يمكن معالجته بالقليل من الصبر والحكمة،
أم أن تعدد الزوجات هو الحل البديل للكثير من المشكلات الزوجية المعقدة، والتي من الصعب الخوض في أدق تفاصيلها لإيجاد الحلول المناسبة لها، وأين تكمن المشكلة الزوجية التي تدفع الزوج للزواج من امرأة أخرى؟
ويا ترى من سيكون ضحية تعدد الزوجات في مجتمعاتنا العربية، هل هو الزوج، أم الزوجة أم الأطفال؟.
والسؤال الأهم هو: هل أصبح تعدد الزوجات مرغوبا في سوق الرجال..
هذه المشكلات وتلك الأسئلة المطروحة، كانت محطة توقفنا من خلالها لنسأل بعض الأزواج والزوجات كي يضعونا بصورة هذه المشكلة المعقدة وقد كان لنا اللقاءات التالية من خلال هذا الاستطلاع الذي أجريناه
وبدأناه مع المواطنة (ل.ع) التي تحدثت قائلة:
الزواج المثالي:
إن الزواج المثالي هو أمر لا بد من تحقيقه، على الرغم من أنه مستحيل نوعا ما، وخاصة في مجتمع معقد بمختلف أطيافه وألوانه وطرق تفكيره. لأن بعض المقدمين على الزواج لتأسيس أسرة لا يأخذون الوقت الكافي لدراسة ما يقدمون عليه متناسين أن هذا الأمر هو بمثابة حجر أساس لحياة قد تطول إلى آخر العمر، وهناك أمر آخر ومهم وهو فترة الخطوبة التي أصبحت فترة لتمثيل الأدوار لدى البعض، وغير كافية للبعض الاخر، لذلك تكون النهاية هي إما بالطلاق بعد فترة من الزواج أو أن يقوم الزوج بالزواج من فتاة أخرى، قد لا تكون توازي فكر وصبر الزوجة الأولى.
هذه بعض أذرع الفشل الناتج عن عدم وضوح الرؤى في صراحة الطرفين واستخدامهما لأساليب الخداع الذي سرعان ما يكشف عنه المستور بعد الزواج، لذا لابد من وضوح الرؤية والتريث في اختيار البعض للزوج أو الزوجة كي تتضح الصورة أو يقوم المتقدم بطلب الزواج ووضع كل ما قد يعوق الحياة الزوجية مستقبلا من مشكلات وخفايا، والعكس صحيح وبذلك يكون الرأي الأول والأخير صحيحين لا لبس فيهما، مما قد يخفف من معاناة مستقبلية قد يكون ضحيتها أطفالا في عمر الورود أو شبانا متشردين مشتتي الأفكار.
وسألنا المواطن (و.س) الذي قال: إن الزواج المثالي من الصعب الوصول إليه بعد أن أصبح اختيار الفتاة
المناسبة في هذه الظروف الاجتماعية المحيطة ببعض الأسر، وزج الفتاة في أماكن عديدة إضافة إلى ما يعانيه المتزوج الذي وقع في خانة زواج غير مدروس، وها أنا وبعد زواجي بخمس سنوات قمت بإنهاء حياتنا الزوجية بالطلاق، وذلك بسبب عدم وضوح الزوجة قبل الزواج في فترة الخطوبة.
تعدد الزوجات داء أم دواء؟
أما الشاب (م.ك) فيرى أن للرجل الحق في الزواج بأكثر من واحدة. لكن شرط العدل بين الزوجتين دون تمييز، وهو يعتبر أن الزواج من فتاة أخرى بسبب أو بدون سبب من حق الرجل، ويضيف: أن الزواج مرة أخرى هو أفضل من الانحراف وسلوك طريق آخر وبالتأكيد له أسبابه الشخصية، ولكن يجب على الزوج أن يصارح زوجته الأولى بنيته وأن يوضح لها الأسباب التي أدت لاتخاذه القرار.
أما الآنسة (ف. .و) فقد عارضته في رأيه وقالت: إن الرجل يختلق أسبابا كثيرة وواهية لتنفيذ رغبته، معتقدا أنه بذلك قد وضع نفسه في مكان زير النساء، وغالبية الرجال كما تقول يبحثون عن ذريعة لتنفيذ ما قرروا عمله دون مراعاة الطرف الآخر، وهذا ما أعانيه منذ فترة بعد طلاقي من زوجي بعد أن أنجبت له أربعة أطفال وتركني وتزوج امرأة أخرى، دون مصارحتي وقد أدى ذلك إلى هدم حياتي الزوجية والأسرية.
تعدد الزوجات هل هو ظاهرة عامة أم جزئية وما أسبابها؟
عن هذا السؤال أجابنا أحد مختصين علم الأسرة والطفل قائلا: إن ظاهرة تعدد الزوجات ليست محصورة في مكان محدد، وليست عامة فهي متفاوتة بين الريف والمدن لكنها أصبحت ظاهرة شاعت في الآونة الأخيرة بكثرة، والأسباب كثيرة وقد تتفاوت الأعداد بحسب الإحصائيات والدراسات المتوفرة لدينا، هذا إن دل على شيء فإنما يدل على عدم حسن الاختيار من الطرفين وقصور في بناء الأسرة المتكاملة الصحيحة في مجتمع يحتاج إلى أسرة ناضجة مبنية على أسس سليمة وأشير إلى ضرورة عدم التسرع في اختيار الآخر رجلا أم فتاة لأن صحة بناء الأسرة والمجتمع ينطلق من دراسة الطرفين لما قد يقدمان عليه بشكل واف، كي تكون الحياة الزوجية أكثر اتزانا وتفاهما.
من يدفع الثمن، الأطفال أم الزوج أم الزوجة؟
عن هذا السؤال أجاب أحد المرشدين النفسيين والاجتماعيين قائلا: إني أرى أن زواج الرجل من امرأة أخرى دون سبب قاهر هو بمثابة قرار يهدم الحياة الزوجية أيا كانت وسوف تكون نتائجها كارثية ويدفع ثمنها الأطفال أولا، ثم المرأة التي وقعت ضحية خداع الزوج لها في فترة ما قبل الزواج، فيجب أن يكون هناك سبب قوي لاتخاذ مثل هذا القرار كي يتقبل كل الأطراف بمن فيهم الأطفال هذا التغيير. وتوجهنا بطرح السؤال ذاته على الأستاذ إحسان سلامة الذي قال: إن فكرة تعدد الزوجات هي فكرة مرفوضة رفضا قاطعا بسبب ما تؤديه هذه الظاهرة من تفكك في الأسرة من النواحي كافة منها الأسرية والتربوية والأخلاقية لذا فهي مرفوضة بشكل أو بآخر لأن قدرة المجتمع على تحمل مثل هذه الظاهرة هو أمر أصبح كارثيا، لما ينتج عنه من سلبيات فلا بد من حصر هذه الظاهرة وذلك عبر الإرشاد في المدارس بطريقة لا تعارض الشريعة وبقليل من التوعية التربوية كي نصل إلى نتائج إيجابية أساسية لنجاح الحياة الزوجية المستقبلية.
كلمة أخيرة:
إن تعدد الزوجات ونتائجه هو آفة تتزايد بصورة خطيرة ودون أسباب جوهرية مقنعة لدى الكثيرين ومعظمها بسبب الحصول على مذاق آخر وهمي من النساء، دون دراسة أبعاد إدراك ما قد يحدث من هدم للأسرة أولا، وللمجتمع ثانيا، وإن كان لابد من تعدد الزوجات فيجب أن يكون له أسبابه التي تمنح الحق للزوج بأن يتزوج امرأة أخرى بصورة واضحة جلية لا لبس فيها والأفضل هو في حسن الاختيار الأول والقبول به كي ننشئ جيلا واعيا مدركا قادرا على بناء مجتمع متكامل الأطراف