islam86 Admin
عدد الرسائل : 178 تاريخ التسجيل : 02/03/2009
| موضوع: طائرتي الورقية الجمعة مارس 06, 2009 10:24 pm | |
| بدى التل كأنه خصلة شقراء تعود لطفلة صغيرة ، يتمازح مع الرياح التي تدفع نبتاته فتبتسم بحياء وتتمايل راقصة معها ببطئ وتناسق ، وحكم الخريف على الشمس بالسجن الملبد بالغيوم ، وجعل السماء تنثر قطرات سحرية علينا ، بمجرد أن تتناثر أشعر أن للهواء طعماً في فمي وصدري ، فدنوت من الجدار المصنوع من الطوب الأحمر أشاهد هذا المنظر وبداخلي شئ يكاد يدفعني من أعلى لكي أنزل وأجري في وسط الأمطار على العشب ، وظل يقفز بداخلي كطفل صغير لايقوى على الإنتظار تملئ البهجة صدره ويرغب في اللعب ، تذكرت ذلك الوقت حينما كنت لا أفهم شئ إلا أنني صبي صغير يلعب ويلعب بدون أن يشعر بالخجل ، ياااه....، كل حلمي كان أن أنجح في صنع طائرة ورقية وحدي وأنجح في جعلها تطير ، وأقضي ساعات وساعات على الأسطح وفي الساحات أحارب الجاذبية بلا هندسة ولا علوم ، نظرت إلى التل نظرة متأملة حتى ظننت أنني إخترقت مابداخله نظرت يميناً ويساراً فكان الكل يستمتع أو لا يستمتع بالبقاء في بيته ليحتمى من برودة الجو والمطر ، فنظرت لأسفل لمسافة دور يبعدني عن الأرض ، وتصرفت كطفل مثلما كنت ، قفزت من الجدار وصرت في ساحة خلف المنزل فشبكت يداي خلف ظهري وصرت أمشي بهدوء ومن ينظر بداخلي يجد أن هذا الطفل يمسك يدي ويجرني وأنا مستسلم له بالكامل ، تذكرت كيف كنت أوعد أمي كل يوم أنني لن أتأخر أكثر من ساعتين وكنت أغيب حتى يحل الظلام ، والعجيب أنها كانت تصدقني كل مرة ، ظللت أرسم هذا العالم على السحب الكثيفة اللامعة ، تمنيت لو معي طائرتي حتى أركض بها فتعلو ويخفق قلبي ويطير معها وأرى الدنيا من أعلى ، حقاً كنت أرى بعيون طائرتي ، أتذكر أن والدتي كسرتها فبكيت طوال اليوم حتى أعطتني والدتي نقوداً لأشتري الأشياء وأصنع أخرى ، قطعت مسافة وبعدت كثيراً عن التل وعن المنزل ، تنبهت إلى أنني قد تبللت بالكامل جراء المطر ولكن لم أهتم ، وجدت أنني قريب من مجرى فرع النهر فقررت الذهاب ، إختلط صوت أقدامي على الحشائش وصوت نقرات المطر على العشب والشجر، وحينما وصلت كان المجرى مفتوح والماء تنساب وتسير بجلال وعظمة في إنسيابية ، والمطر يعزف عليها مقطوعة من أرقى وأعجب المقطوعات كل مشهد له حكاية ، كلما نظرت إلى ركن أجدني ألعب وأركض متشبثاً في خيط طائرتي ، ظللت مسحوراً أمام الماء حتى أفقت عندما خف صوت الأمطار في نهاية مقطوعتها حتى تلاشى الصوت تماماً ، ظللت أفرد ذراعي إلى الجانبين أعانق هذا الطفل وهذا المجرى بما أنه لا أحد يراني ، ثم جلست على العشب المبتل أرقب سير الماء وتمنيت أن أذوب وأنجرف معه وشعرت به داخل عيناي ، فجأة سمعت صوت ينادي بإسمي فإلتفت فوجدته أحد الأصدقاء ماراً وسلم علي وسألني عن سبب جلوسي هنا في فقلت له أنني خرجت لأتمشى قليلاً ، فنظر لي نظرة قصيرة ليظهر عدم الإستيعاب ثم غادر وقد أفسد علي هذه اللحظات ترك الطفل يدي وركض بعيداً عني وهو ينظر لي حتى تلاشى تماماً ، وإختفت طائرتي من السماء ، تمنيت لو يظهر فأمسك به وأحتضنه فلايضيع مني بعد اليوم ولكن...خشيت من نظرة عيناه ، كأنها تقول لي بحزن : وداعاً ، شعرت أنني أفقد شيئاً غالياً ، صدمت ولم أستطع تحمل الأمر ووقفت حزيناً أو غاضباً ! ، لا أعرف ، شعرت بالوحدة الشديدة ، شعرت أنني لست صبياً ، شعرت أن السماء فوق رأسي تطبق غيماتها على أنفاسي ، أفقت وإستدرت عائداً والرياح تدفعني في صدري وكأنها تبحث في عن الطفل ليركض ويلعب معها ويسلمها طائرته وأحلامه البسيطة ، ولكنها لم تجده | |
|
um samy رئيس المنتدى
عدد الرسائل : 3151 تاريخ التسجيل : 02/03/2009
| موضوع: رد: طائرتي الورقية الإثنين مارس 09, 2009 6:26 pm | |
| قصه راااااائعه بروعة كاتبها وابدااع مميز وخيال نقي دمت ودام قلمك | |
|
islam86 Admin
عدد الرسائل : 178 تاريخ التسجيل : 02/03/2009
| موضوع: رد: طائرتي الورقية الثلاثاء مارس 10, 2009 4:52 am | |
| بارك الله فيكِ أمي الغالية كلماتك الجميله نور على كلماتي دومًا | |
|
أبرار مشرفة
عدد الرسائل : 1532 وسام : تاريخ التسجيل : 02/03/2009
| |