تفاحة

في جلسة فلسفية هادئة تحت إحدى أشجار التفاح جلس كي تحمله مراكب الخيال لترسيه على حقيقة جديدة ، ظل ينظر للسماء المتجهمة في مكر وهي تضمر من العلم أكثر مما تبدي ، وبدأ يدخل مخه في مرحلة الإسترخاء بشدة حتى سقطت تفاحة من شجرة التفاح ، ولكن هذه التفاحة لم تنتج النسبية كما حدث في الماضي ولكنه تسائل أيضاً لما تسقط هذه التفاحة إلى أسفل ولما لم تسقط إلى السماء ؟ ، لماذا تسقط إلى الأرض حيث من لايستحقونها ؟ ، أليس من الممكن ان تصل لجوف شخص يأكلها ثم يسب خالقها ورسله ؟ ، أليس من الممكن أن تصل لجوف فتاة أو شاب يملئ الجحود قلبهما ؟ ، أليس من الممكن أن تصل لجوف شخص غبي مستبد يزداد بلاهة مع مرور الزمان ؟ ، أليس من الممكن أن تصل لجوف إمرأة لاتحمل هماً إلا للدنيا ومكاسبها فتلتهمها كما فعلت حواء ، واسعة هي حكمة السماء ! ، ظل يشعر بالأسى من داخله ويشعر بالغل تجاه أغلب البشر ، سجد لله سجدة يشكره فيها على حلمه ويستغفره كثيراً حتى سالت دموعه وشربتها الأرض تحت أقدام الشجرة ، وتمنى أن يكون شجرة أو طيراً أو جبلاً ، تمنى أن يكون أي شئ إلا إنساناً فقط حتى لايكون بين البشر ، نظر إلى التفاحة بخدها الممتلئ الدامي وقوامها المتناسق ولكن لم يزكي نفسه ويعتقد أنه أهلاً لأكلها وتركها على الأرض وعاد بألم إلى أروقة الخيال والفكر وهو يشفق على نفسه مما قد يكشفه لها بعد .

تمت