islam86 Admin
عدد الرسائل : 178 تاريخ التسجيل : 02/03/2009
| موضوع: الفرق بين الفصاحة والبلاغة الجمعة مارس 06, 2009 4:59 am | |
| كُلَّ الحُروفِ رَوائِـعٌ إنْ طُرِّزَتْ * وحُروفُكَ الفُصْحَى أجَلُّ وأرْوَعُ
القدرة على التعبير عما يجول في القلب من أحاسيس ، وما في العقل من أفكار هي نعمة
لا يقدّرها إلا من فقدها ، فكم نجالس أناسًا يعجزون في حديثهم عن الوصول إلى غاياتهم ..!
وهناك من يصاب بالتأتة والتلعثم ، فلا يمكننا فهمه ، وهناك من يستخدم الرموز والألغاز ؛
فنقول له بصراحة : أفصح يا أخي عما تريد ( دون لف ودوران )!!
ونسمع كثيرًا جملة : قد أفصح الصغير ، وذلك حين يستطيع الطفل التعبير عما يريد بوضوح .
ولكن نحن السابحين في بحر العلم والمعرفة متى نعدّ المتكلّم أو الكاتب فينا فصيحًا ؟
جميلٌ استقبال ُ بالبسمة المساكين ، والأروع من ذلك إدخال بالصدقة السرور إلى قلوبهم .
تظهر لنا هذه العبارة قريبة إلى الفهم ، ولكن رغم هذا لا نحكم عليها بالجودة ؛ لأنّ كاتبها لم يحسن تركيب جملها .
أهيس أليس لجاء إلى همم .. تغرق الأسد في آذيّها الليسا
هذا البيت لأبي تمام لا نعدّه أصيلا ولا فصيحًا ؛ لتعمّد الشاعر الكلمات الغريبة ، غير واضحة المعنى
، وتتابعها قد أحدث صعوبة في النطق ، و نبؤًا في السمع .
وهناك من يقول :
سآخذ ( كورس ) في اللغة الانجليزية . أو سأحمل ( اللاب توب ) معي إلى مقر عملي .
هاتان الجملتان تفتقدان إلى أبسط شروط الفصاحة ، ألا وهي الالتزام بالعربية الفصحى ... !
وما أجمله من تعبير حين يجيد القائل الضبط فيقول : سآخذ كورسًا في .... !!
نخلص من ذلك أنّ الفصاحة لا نحكم بها على كلام المتكلّم أو كتابة الكاتب إلا إذا خلت من
موانع التعبير الفصيح ، وتلك الموانع هي :
- استخدام الألفاظ العامية .
- استخدام الألفاظ الأعجمية .
- التركيب الخاطئ للجملة .
- عدم وضوح معنى الكلمة .
- صعوبة النطق .
وصعوبة النطق تنتج عن تقارب مخارج الحروف في الكلمة الواحدة ، أو توالي الكلمات الصعبة .
أمّا الأمران الأول والثاني فظاهران في كلام غالبية الناس اليوم ، إن لم يكن ظاهرًا في كتاباتهم أيضًا ..!
والأمر الثالث نلحظه جليًا في كلام الأخوة الأعاجم ، حين يتكلمون العربية .
ويندر حدوث الأمرين الرابع والخامس ، وقد لا نجدهما إلا في كلام المتقعرين من أبناء العربية
ممن يظهرون معرفتهم بالغريب ، أو في كلام البدو المتمسكين بألفاظهم ، وهي عندهم ليست بغريبة .
والحاصل أنّ التعبير إذا اشتمل على :
جملٍ سليمة التركيب ، وكلماتٍ سهلة النطق ،
واضحة المعنى ، صحيحة اللفظ ، (غير عامية ولا أعجمية ) ،
فإنّــه يستحق وبجدارة وسام الفصاحة .
وعلى هذا فإنّ كثيرًا من كتّاب هذا المنتدى وغيره نعدّهم فصحاء ، أقول : كتّاب ؛
لأنّ ظاهر الكتابة فصيح أمّا النطق فليس لنا حكم عليه ..!
أما وقد علمت أخي بأنّك فصيح فهلا تابعت معي قليلا ؛
لتعلم هل أنت – أيها العربي الفصيح - بليغ ؟؟!
| |
|
islam86 Admin
عدد الرسائل : 178 تاريخ التسجيل : 02/03/2009
| موضوع: رد: الفرق بين الفصاحة والبلاغة الجمعة مارس 06, 2009 5:00 am | |
| مرحبًا بكم أيّها الفصحاء ..
كنا قد عرفنا أنّا هنا فصحاء ...هيا لنكشف عن قدراتنا ، ونتأكد من صدق بلاغتنا .
بليغ من( بلغ ) أي أوصل إلى الغاية ، ومنها ( بلّغ ) أي أوصل إليها ، ومنها ( بالغ ) أي تجاوزها ..
فما هي الغاية التي يسعى إليها الكاتب أو المتكلم البليغ ؟!
يسعى كلّ منا إلى التأثير في السامعين ، ونرجو دائمًا أن يكون لحديثنا قبولا واستحسانا ..
وللوصول إلى غايتنا الشريفة هذه نحتاج إلى أن ننجح في تحقيق وحدة الشعور .
ووحدة الشعور تعني : ( انتقال الشعور بالتجربة الذي شعر به الكاتب أو القائل إلى المتلقي ) ..
أي يشعر المتلقي بلذة ما تلقاه من العمل الأدبي .. هي ذاتها اللذة التي شعر بها البليغ .
ومثال ذلك : أن يمرّ الكاتب بتجربة خيانة صديق فيقاسي من هذه
التجربة ما يقاسيه من شعور ، مما يدفعه للتعبير عنه بعمل أدبي ينقل شعوره ويريح وجدانه .
فإن نجح في إيصال ذلك الشعور بأن يثير فينا تجارب ماضية ، أو يحملنا معه إلى عالم الخيال
فنعيش تجربته كما عاش ، يكن قد نجح في إحداث ما يسمى بوحدة الشعور ..
ولتحقيق وحدة الشعور لابد أن تتوافر في العمل الأدبي عدة مقومات عدها النقاد شروط البلاغة :
أولا / من الضروري أن يخوض الكاتب التجربة فعلا ، أو معايشتها خيالا ، ويخالجه الشعور
بها مخالجة صادقة ، ويتفاعل معها تفكيرًا وإحساسًا ، فيكون عند ذلك صادقًا في التعبير عنها .
فبالصدق تبلغ المعاني أهدافها .
***********************
ثانيًا : اشتمال النص على شروط الفصاحة السابق ذكرها . فبها يسهل المقصود ، ويتيسّر بلوغ المطلوب .
*************************
ثالثًا : إطراب المتلقي بألوان ٍ من الموسيقى اللفظية والمعنوية ، ومصادر هذه الموسيقى ، منها
على سبيل المثال لا الحصر : التضاد ، التقابل ، التجانس ، السجع ، والتكرار ، ..إلخ .
*************************
رابعًا : مراعاة الكاتب أو القائل لمقتضى الحال ، وذلك بمراعاة حالة المتلقي ، ومدى تقبله للكلام
مع مراعاة ظروف الموقف والمكان .. مع استخدام التراكيب الجيدة في الأسلوب .
وقد تعلمنا في الحياة مبادئ تدعونا إلى مراعاة مقتضى الحال ... فمن العيب أن نضحك وجليس
بيننا يبكي أو يتألّم .. ومن العيب أن نتضجّر ونكتئب ونحن نهنئ بزواج أو ترقية مثلا .
***************************
خامسًا : تقريب المعنى بالخيال ، وهو ما نسميه بالتصوير البياني ، وهذه أرقى صور البلاغة .
فجملة ( فاطمة فتاة جميلة )، ليست أقوى في إيصال المعنى والتأثير من جملة (فاطمة كالبدر حسنًا وبهاءً) !
**************************
سادسًا : وهذه المقومة السادسة ( إضافة إلى ما قاله النقاد من شروط ) أرى لها أكبر الأثر :
تزيين الكتابة بالألوان للفت الانتباه إلى بعض الفقرات ، وللتمييز بين فقرة وأخرى ، والحرص على
استخدام علامات الترقيم في مواقعها السليمة ، وترك مسافات كافية بين الأسطر يريح الأعين عند القراءة .
| |
|
islam86 Admin
عدد الرسائل : 178 تاريخ التسجيل : 02/03/2009
| موضوع: رد: الفرق بين الفصاحة والبلاغة الجمعة مارس 06, 2009 5:01 am | |
| وإليكم بعض العبارات التي نسقــتها ؛ لتمثّل لكم مقومات البلاغة المذكورة :
سما اسم منتدانا في سماء كياني ، وهبط حبه إلى أرض فؤادي .
انتظرت ردودكم انتظار النبتة للماء ، ألا تعلمون أن الردود ثقافة تبني وتعمّر ..؟!
يدفن المحب أمنياته في صحراء أحلامه ، إن بان له أنّ الحبيب سراب في حياته .
المتلقي هو محور اهتمامنا ...ننشر أفكارنا على حبل فكره ، ونعزف ألحانها على أوتار مشاعره .
يعطش المتذوق منا إلى حلو الكلام ؛ ليرسم به لوحة الجمال ، ويلونها بأروع الألوان ..
كيما تناسب حسّه المرهف الفنّان .
ويحظى منتدانا – ولله الحمد - بالعديد من البلغاء ، نرجو لهم دوام التأثير في القارئين ؛
لتنجح أهداف المنتدى العظيمة .
أرأيتم كيف أنّ البلاغة أرقى من الفصاحة ؟
بل إنّ الفصاحة هي درجة من درجات البلاغة .
لذلك قالوا : كل بليغ فصيح ، وليس كل فصيح بليغــًا . .
****************** ولأنكم بلغاء قد تعديتم درجة الفصاحة فإني أحييكم بصدق ومودة ،
وأشدّ على اليد أن سيري ، وأشير إلى الحكمة أن تيهي واسحبي
ذيول العز فأنت على أرض المجد .
المصدر : شبكة رواء الكاتب : قطرات النحو الندية
| |
|
أبرار مشرفة
عدد الرسائل : 1532 وسام : تاريخ التسجيل : 02/03/2009
| |